تلعب تجارة التجزئة دور هام في تعزيز الاقتصاد؛ حيث تُسهم في توليد الدخل وزيادته، مع العلم أن ذلك لا يتحقق إلا إذا نجح قطاع تجارة التجزئة في الحفاظ على أرباحه مستقرة لفترة طويلة من الوقت، لكن هل يُمكن أن يظل مستقر على المدى البعيد؟ ومن هنا ينتج سؤال ما هو البيع بالتجزئة وما هي أبرز العوامل التي يُمكن أن تؤثر عليه؟ ومن خلال السطور القادمة نتعرف على الإجابة تفصيلًا.

 

ما هو البيع بالتجزئة؟

إنّ إجابة السؤال ما هو البيع بالتجزئة يُمكن أن تُختصر في أنها بيع المنتجات للعميل بشكل مباشر من خلال المتاجر، سواء كان المتجر على أرض الواقع، أو كان متجر إلكتروني، مع وجود بضعة فروق يُمكن معرفتها بتوضيح أنواع تجارة البيع بالتجزئة، وهي الآتية على النحو التالي:

• البيع بالتجزئة في المتاجر: مثل متاجر الملابس، الكماليات، الأثاث، قطع السيارات، الأجهزة الكهربائية، السوبر ماركت، التموينات، والصيدليات.
• البيع بالتجزئة خارج المتاجر: مثل البيع من خلال العربات المتنقلة، الأكشاك، آلات البيع التي لا تتطلب بائع، والبيع من الباب للباب، وهي طريقة قديمة يتم فيها إرسال شخص إلى منزل العملاء بشكل عشوائي لعرض المنتجات عليه ومحاولة إقناعه بالشراء.
• البيع بالتجزئة عبر الإنترنت: مع التطور التكنولوجي الذي يشهده هذا العصر، أصبح هناك عدد كبير من المتاجر الإلكترونية التي توفر خدمة البيع بالتجزئة، وتعرض منتجاتها على موقع خاص بها، وتوفر تجربة شرائية مميزة للعملاء. 

 

أهم العوامل المؤثرة على تجارة البيع بالتجزئة

لا شك أن تعزيز الدخل والاقتصاد بشكل عام هو الهدف الأهم من إنشاء تجارة التجزئة، لكن ما يجب أن يكون التاجر على دراية به جيدًا أن معدل نمو تجارته تتأثر ببضعة عوامل منذ أن ظهرت تجارة البيع بالتجزئة.

وإذا تخطاها وعرف كيف إدارتها فقد نجح في الحفاظ على استقرار ربحه من البيع بالتجزئة وتطوير أعماله، مع العلم أن هناك منها عوامل يُمكن السيطرة عليها بقدرٍ من الخبرة وأخرى قد تُمثل إدارتها تحديًا صعبًا، حيث تنقسم إلى نوعان، وهما:

 

1- عوامل تجارية

• الأداء الاقتصادي: بدأ ركود الأعمال الاقتصادية عام 2008م وكان له تأثير كبير على ربحية قطاع البيع بالتجزئة، حتى أن تأثيره امتد على عوامل أخرى غيره مثل الإنفاق الاستهلاكي، وهي أحد أبرز العوامل المؤثرة في نمو تجارة التجزئة وتطويرها، وبالتالي يتسبب انخفاض المبيعات في انخفاض معدل الأرباح، والعكس صحيح، إذا تحسّن الأداء الاقتصادي يظهر ذلك على هيئة تغييرات إيجابية في نمو قطاع البيع بالتجزئة.
• الإنفاق الاستهلاكي: يأتي على رأس العوامل التي تؤثر على ربحية قطاع البيع بالتجزئة؛ حيث إن الاستهلاك المحلي للسلع الأساسية مثل الملابس والأغذية والأدوات الإلكترونية هو مصدر تطوّر القطاع واستقراره، وإذا قُلنا إن الربحية هي مصدر نمو القطاع، فإن انخفاض الإنفاق الاستهلاكي سببًا وجيهًا لعرقلة نمو القطاع، وظهور ما يصحب ذلك من نتائج، مثل تقليل الأجور، وقلة فرص العمل، وغيرها الكثير.
• الانتقال إلى الاستدامة: أصبح من الضروري مراعاة اتجاهات الطلب في قطاع تجارة البيع بالتجزئة؛ لضمان تلبية جميع متطلبات العملاء، وهو ما يستهلك جزء كبير من الربحية، لا سيّما أن العملاء أصبحوا على دراية أكبر بتفاصيل البيع بالتجزئة، مثل المنشأ والمحتوى وتصنيع البضائع التي يقومون بشرائها من منافذ البيع، لكن يُمكن تعويض هذا الاستهلاك بتحقيق التنوع في المنتجات، وتلبية احتياجات أكبر عدد من العملاء.
• التغييرات التكنولوجية: يُعد قطاع تجارة التجزئة من أبرز القطاعات التي يوجد عليها معدل تنافسية عالٍ وسرعة نمو، ويتأثر كثيرًا بالمعدلات الاستهلاكية والطلب على الخدمات السريعة، ولذلك تحديدًا عُدّت التغييرات التكنولوجية عامل مؤثر على القطاع والطريقة التي يتبعها التُجار لمزاولة العمل، مع العلم أن هذه التغييرات تشمل التجارة الإلكترونية، الواي فاي داخل المتجر، معاملات الهواتف الذكية، وغيرها من الوسائل التي تُمكّن العملاء من الحصول على السلع بشكل أسرع.

2- عوامل اجتماعية

• حجم الأسرة: إنه أحد أهم العوامل التي يجب أن يراعيها تُجار التجزئة عند تحديد خطة بيع المنتجات أو الخدمات؛ حيث إن زيادة عدد أفراد أسرة المشتري تجعله راغبًا في الحصول على المنتج بأقل تكلفة، لأن الميزانية تُمثل أهمية كبيرة له لتلبية احتياجاتهم، على عكس الأسرة الصغيرة التي لا تهتم عادةً بحجم المشتريات.
• متوسط العمر: إذا تمكّن تاجر التجزئة من تحديد الفئات العمرية لمُستهلكي خدماته أو منتجاته، سينجح في تحديد أنواع المنتجات والخدمات التي يجب عليه توفيرها لتحصيل أكبر قدر من الربح، كما أنه سيعرف الطريقة المناسبة لترويج وعرض منتجاته بطرق جذابة للجمهور المستهدف.
• الإقبال الشرائي: دائمًا ما تطرأ تغييرات على عادات الشراء لدى المستهلكين، أي يُمكن أن يكونوا مُقبلين على شراء منتجات محددة، ثم تظهر منتجات جديدة غيرها فلا تعُد القديمة تجذبهم؛ لذلك دائمًا يجب أن يكون التاجر على علم بكل ما هو جديد وعصري في السوق، ويوفره بسعر مناسب في متناول الجميع.
• دخل المستهلكين: لا شك أن زيادة دخل المستهلك تُعد عاملًا أساسيًا في زيادة معدل شرائه للمنتجات المختلفة، وبالتالي يعتبر من أبرز العوامل المؤثرة على تطور متاجر البيع بالتجزئة وقدرتها على التنافس بقوة.

 

مميزات تجارة البيع بالتجزئة

رُغم وجود عِدة أشكال لتجارة البيع، إلا أن تجارة البيع بالتجزئة ينفرد ببضع مميزات، تُعد سببًا أساسيًا في اتجاه الكثير من الأشخاص إليها، ومن أهمها:

• يسهل على التاجر فهم السوق بعد اكتساب شيئًا من الخبرة ودراسة الموضوع، مما يُتيح له فرصة تطوير خدماته وتقديم متطلبات العملاء بشكل أفضل.
• لا تحتاج تجارة التجزئة إلى رأس مال كبير؛ حيث يُمكن البدء بتخزين كميات قليلة من المنتجات، ثم زيادة الكمية تدريجيًا عند الحاجة.
• يُعد تاجر التجزئة بمثابة حلقة وصل بين تاجر الجملة والعميل، لذا يكون بإمكانه التواصل مع العميل مباشرةً.
• يتمكن تُجار التجزئة من شراء كميات صغيرة من المنتجات من تُجار الجملة، وإعادة طلبها وفقًا لمعدل بيعها.  

 

بعد أن عرفت ما هو البيع بالتجزئة وما هي أهم العوامل المؤثرة عليه، يُمكنك الاشتراك في إحدى باقات وازن المميزة، والاعتماد عليه كوسيلة مثالية لإدارة تجارتك؛ حيث يُقدم لك العديد من الخدمات والمميزات التي تُسهم في تطوير أعمالك بشكل فعال.

قد يهمك أيضًا:

• التقنيات الحديثة لادارة المخاطر في المشاريع
• ماهو التحليل المالي والأساسيات وأهمية تحليل البيانات المالية
• ماهو صافي الربح وكيف يستخدم في تحليل أداء الشركات

لمعرفة المزيد من التفاصيل:

• الأسعار

• خدماتنا

• الأسئلة الشائعة

• اخبارنا